يـــــــــــــــــادنيا اجــــــــيبي ارجوك!!!!!!!

يا دنــــــيا...أجيبي أرجــــــــوكِ!!"

يا لحال الدنيا!! تسخر منا بلا أقل مبالاة و نحن...
أين نحن؟؟
منشغلون بها و بمداراتها..لا نأبه أن كانت تلعب بنا..تقلب أحوالنا..تارة معنا و لا نكاد نفرح..حتى نصبح أتعس التعساء...
لماذا؟؟!!
أنستحق ذلك؟؟
نعم نستحقه..نستحقه نحن الأغبياء..
آ آ آ آ آ آ آ ه يا دنيـــــــــــــــــــــــا...
ينطبق عليك القول"خيرا تعمل شرا تلقى"..
فمع اهتمامنا بكِ..نسينا ما هو أهم منكِ..نسينا ما وجدنا لأجله..نسينا واجباتنا...نسينا الكثير و الكثير..
كله لأجلك..
ومع ذلك نقابل بالجحود منك!!!
أهو حباً فينا؟؟!! أم استهزاءاً بنا ؟؟!!

لم نعد نميز الحب من الكره..الغيرة من الحقد..الفرح من الحزن..والصديق من العدو..
أتصدقين؟؟!!
أتصدقين أن كل هذه الأضداد بدأت تختلط؟؟!!
يا للفرق بينها..مسافة شاسعة لا تقدرين أنت أو أمثالك أن تعرفينا بها..فنحن مجربوها..نعم.. مجربوها..
ذقنا أصناف المر..أصناف العذاب و الآلام..
نقابل بعدها بأشد مما بدأنا به..بالجحود و النكران..بالشر و الآثام..
ألا تشبعين؟؟؟!!
ألا يشبعك كل ذلك؟؟

ترين العاشق الولهان يتقلب مزاجه في اليوم ألف مرة..بل آلاف المرات..و لكنك تزيدينه هماً..فيصبح كالنخلة بلا جوف..
يرى الحبيب كما لو لم يكن من البشر..يحبه بكل حواسه..بكل جوارحه و آلامه..بكل ما أوتي من قوة..و فجأة..ينقلب هذا الحب إلى حقد و كره..إلى سخط ليس له مثيل..
فيأتي المتيم..أقصد.. العاشق الولهان الذي لولا حالك لما انقلب حاله..يأتي ..و كأن شيئا لم يكن..
يأتي.. و قلبه قد أصبح أسود من لون السماء في سوادها الحالك!!!
يا الهــــي!!

أهذا ما فطرنا عليه؟؟!أهذا شرع رب العالمين؟؟!!
أهذه الانسانية التي يدعون؟؟أهذا الإيثار الذي يزعمون؟؟لا و الله !! كذبت يا دنيانا و كذبوا!!!!!
كذب زاعمو الإنسانية..كذب محررو البشر..
أيسمون محررو ؟؟فليحرروا أنفسهم مما هم فيه من التناقض العجيب في المشاعر و الصفات!!
ثم ليأتوا و ليزعموا كيف شاءوا !!

أهذه أنتِ يا دنيا ؟؟
أتغيرتٍ مثلنا ؟أملأت قلبكِ الغيرة..و الحزن ؟؟؟
أم كل هذا لم يملأ نفسكِ الدنية بعد؟؟
يا لحزننا..يا لشقائنا..يا لتعاستنا..الحزن يطاردنا ..و الغيرة تقتلنا..

الحــــــــــــــــــــــزن...يا لهذه الكلمة..نسمعها في اليوم ألف مرة..
نقرأها في الكتب و المجلات..
طمست قلوبنا بالحزن..و امتلأت بالغيرة..نكاد لا نستطيع التنفس!!

فيا دنيانا....يا شاغلةَ البشر..
اتركينا أرجوكِ..أرجوكِ..
اتركي كل شيء يسير...يسير كالمركب بلا شراع....
لا يهم الشراع...أو بالأحرى ..لا تهميننا أنتٍ..
اتركي المركب يجمع الناس..يحبهم.. يعيشون فيه و لا يستطيع الاستغناء عنهم..و هم بدورهم لا يستطيعون العيش بدونه..ولا يقدر ألف شراع أن يغرق المركب..
حتى الشراع بدلتٍ حاله؟..

فلم يعد يوازن المركب..بل يغرقه و يغرقه..حتى وصل إلى العميق..

أتعلمين من هو المركب ؟؟!!المركب هي قلوبنا قبل أن تدخليها..و تعلقي شراعك عليها..

...يا دنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا